صابة ابن داوود/درب الڭندافي؛ متاهة أحزان عابرة للزمان والمكان...
بين رياض الزيتون القديم ونظيره الجديد، تمتد "صابة ابن داوود" في شموخ يتحدى الزمان والمكان، جدرانها اللامعة التي اصطفت على جنباتها أفخم الرياضات قديما وأفخر المطاعم في العصر الحديث، ويكأنها تكاد تنطق لتبث شكواها العابرة لمجال الزمن، فمن هو ابن داوود ومن هو الڭندافي وما هو المآل الحزين لكل منهما!؟
عباس بن داوود هو باشا مراكش القوي أواخر القرن التاسع عشر، كانت له ابنة فاتنة الجمال تسمى البهية شغف بها حبا الصدر الأعظم (بمثابة الوزير الأول الحالي) أحمد بن موسى الشرقي المعروف اختصارا بلقب "باحماد"، فتزوجها وشيد على شرفها رائعة من روائع المعمار المغربي والعالمي؛ قصر الباهية الذي لم يشهد با حماد نهاية أشغاله إذ توفي والأعمال بالقصر تكاد تنتهي، ثم لعبت دسائس السياسة ووشاياتها دورها المعهود في إبعاد ابن داوود من المنصب، ليس هذا فحسب بل تم نفي العائلة خارج المدينة ومصادرة جميع أملاكها، وهو المصير القاسي الذي لم تتحمله البهية التي التحقت بزوجها في الرفيق الأعلى مباشرة بعد رحيله بزهاء عامين...
مآل "الطيب الڭندافي" قائد قبائل غيغاية وسكتانة ومجاط وناظر زاوية تامصلوحت لن يكون أحسن حالا؛ إذ سيتم تجريده من أملاكه بدوره ونفيه خارج المدينة التي كانت مستقرا له وكانت له بها أملاك ودور وأطيان في حومة رياض الزيتون، وذلك بعد أن استقراره بادي الرأي بمراكش في محيط حيّي باب دكالة./روض العروس..
إنها عجلة التاريخ التي تدور لتكرر نفسها في كل مرة وإن كان ذلك يتم بأشكال مختلفة، وقد صدق اللبيب إذ قال:
"اقرؤوا التاريخ فيه العبر، قد ضل القوم ليسوا يدرون الخبر".
المصدر : مراكش مدينة الالف سنة
Commentaires
Enregistrer un commentaire