أسسه السلطان أبي الحسن المريني المعروف بالسلطان الأكحل في سنة 718ه/1318م، وأوقف عليه أوقافا كثيرة، وفي سنة 1080ه/1669م، جدده السلطان مولاي الرشيد العلوي، وأمر بتأسيس المدرسة التي بإزائه، ثم رممه السلطان سيدي محمد بن عبد الله، كما جدد قبة الشيخ سيدي محمد بن صالح...
يقول دو ڤيردان: (قاعة الصلاة في هذا المسجد طولها 35 مترا وعرضها 26 مترا بالتقريب، ولا زخرفة إلا في المحراب، وخطتها في غاية الأهمية...والعقود جميعا ملساء حسنة الرسم رشيقة، ولا يعدم المسجد مهابة وجلالا، بلاطه المحوري أوسع من الثمانية الأخرى، وصحنه مستطيل، عرضه أكبر من عمقه، تحف به بلاطات وسقائف من جهاته كلها، وفي وسطه صهريج، أما أصالة هذه الخطة، ففي بلاطين جانبيين مبتورين: فأما البلاط الأيمن منهما فينتهي عند المحراب، وأما الأيسر فيوازيه وينتهي على سمت الآخر، وللمسجد ثلاثة أبواب: واحد في المحراب يقابل المحراب، والآخران على جانبي بيت الصلاة على السقيفتين الأخيرتين قبل الصحن)....
أما المئذنة، فشيدت في غرة رجب عام 721ه موافق 27 يوليوز 1321م، وزخرفت بالزليج الأخضر المركب بالمسامير، بحيث يزال ويرد بدون حفر ولا تقليع...
مدرسة الجامع شيدها المولى رشيد العلوي بإزاء جامع ابن صالح سنة 1081ه/1670م، وكانت تحتوي على 66 بيتا، يحيط بباب المدرسة كتابة نقشت على الجبس: (الملك لله)، صحن المدرسة كبير مربع الشكل، به خصة، وتحيط به أروقة بها بيوت صغيرة، كل رواق به خمسة عقود، وسقوفها من الأرز، ويوجد بها طابق علوي به مجموعة من البيوت كبيرة نسبيا.
-----------------------------------------------------------------
ـ بتصرف من كتاب "مساجد مراكش عبر التاريخ" ـ الأستاذ أحمد متفكر ـ ص.108ـ109.
المصدر : مراكش مدينة الف سنة
Commentaires
Enregistrer un commentaire